كيد النساء-شاهد مافعلت امراة بعد ان تزوج عليها زوجها

دخلت القاعة مرفوعة الرأس ومبتسمة، وأنا أرى زوجي جالسًا على الكوشة بجانب زوجته الجديدة، وحماتي بجوارهما تزغرد بفرح. بمجرد أن وقعت عيناه عليّ، أصيب بالصدمة واصفر وجهه، هو ووالدته أيضًا. وقف متوترًا وقال بصوت مضطرب:"ناتير! ما الذي أتى بكِ إلى هنا؟"

ضحكت وأنا أتقدم نحوه وأحتضنه قائلة:
"هكذا يا رجل؟ تتزوج ولا تعزمني على فرحك؟ هذا ليس عدلًا يا أبا ياسين!"

حاول مقاطعتي: "ناتير، أنا..."

فقاطعته مبتسمة:
"لا تقل شيئًا يا عريس، صدقني أنا سعيدة لأجلك، وجئت اليوم لأحتفل وأرقص في عرسك أنت وعروسك الجميلة."

تلعثم وقال: "كيف عرفتِ أنني سأتزوج؟ هل أخبرتكِ أمي؟"

نظرت إلى حماتي التي بدا على وجهها الارتباك، وقلت بسخرية:
"لا والله، الحق يُقال، هذه المرة أمك استطاعت أن تمسك لسانها! من أخبرني هي عروسك المحترمة."

ثم وجهت نظري إلى العروس وقلت لها بابتسامة ساخرة:
"عروسك الكريمة هي التي بشرتني أن زوجي العزيز سيتزوج من ورائي."

التفت عادل إلى عروسه بغضب، وقد بدت عليها علامات التوتر، فمسكت يده وقلت:
"لا تقلق يا دولة (عادل)، لست غاضبة، فقط كنتُ أتمنى أن تخبرني كي أرتدي فستانًا أجمل يليق بهذه المناسبة السعيدة أمام أهل عروسك!"

قال بتوتر: "ربنا يبارك فيكِ يا ناتير."

ابتسمت بخبث وقلت:
"هيا إذًا، تعال لترقص معي."

نظرت إلى العروس وقلت:
"عن إذنكِ يا... فيران، سأرقص مع زوجي."

ردت العروس بغضب: "اسمي ليس فيران، اسمي روفان!"

ضحكت وقلت مستفزة:
"يا لهذه الأسماء الغريبة! لماذا لا تسمون أسماءً أصيلة؟ مثل سعدية أو زينب، جميلة ومعبرة!"

ثم أكملت: "على أي حال، اسمحي لي يا روفان، سأرقص مع زوجي قليلًا."

سحبت عادل إلى وسط القاعة وأشرت إلى DJ ليشغل الأغنية التي طلبتها مسبقًا، أغنية سميرة سعيد "محصلش حاجة". بدأت أرقص على أنغامها، وأردد كلماتها، بينما كان عادل في قمة التوتر، لكنه رقص معي.

الأغنية تقول:
"مش ماسكة صورته وبتقهر زي العبيطة
ولا ماشية وبخبط دماغي في كل حيطة
مبردش عاللي يقولي كلمة جت بسيطة..."

كلما رددت كلمات الأغنية، ازداد توتر عادل، وكنت أبتسم بخبث وأنا أنظر إلى "روفان"، التي بدت وكأنها ستنفجر غضبًا، بينما حماتي والمعازيم ينظرون إلينا بين متعاطف ومستفز.

وفجأة، قررت حماتي أن تسحب "روفان" للرقص معنا في محاولة لحفظ ماء الوجه. ابتسمت وأنا أمسك بيد حماتي وبدأت أرقص معها. ثم فجأة، قمت بلفّها بقوة، وهي تصرخ، حتى أفلتت يدها وسقطت مباشرة على الطاولة التي كانت تحمل كعكة الزفاف، وأغمي عليها!

وقفت للحظة، ثم قلت بخبث:
"يبدو أنني أفسدت العرس!"

بعد انتهاء الفوضى، كانت "روفان" تصرخ بغضب:
"لقد تدمر زفافي بالكامل بسبب زوجتك المجنونة يا عادل!"

نظر إليها عادل بتعب وقال:
"ما حدث كله بسببكِ يا هانم، قلت لكِ ألا تخبريها، ولكن كيد النساء لا يرحم. المهم الآن، سنقضي ليلتنا في المستشفى بسبب والدتي!"

حاول تهدئتها قائلًا:
"غدًا سأعوضكِ بشهر عسل خيالي بعيدًا عن كل هذه الفوضى والمشاكل."

وفي اليوم التالي، كان عادل و"روفان" في السيارة متجهين إلى شرم الشيخ لقضاء شهر العسل في شاليه خاص.

ابتسم عادل وقال بحماس:
"ومن الآن سنقضي أنا وأنتِ أجمل شهر عسل، وسأعوضكِ عن الفرح."

لكنه ما إن فتح الباب حتى تجمد مكانه عندما رأى خديجة وياسين يركضان نحوه.
"بابا... بابا، اشتقنا إليك!"

احتضنهما عادل وهو في حالة صدمة، ثم رفع رأسه ليجدني أمامه.
قال بذهول:
"ناتير! ماذا تفعلين هنا في الشاليه؟"

ضحكت ورددت بهدوء:
"أردت أن أفاجئك، يا حبيبي. فكرت بما أنك ستقضي الصيف هنا مع روفان، أن آتي أنا والأولاد لنصيف معكم. ما رأيك في هذه المفاجأة؟"

نظرت إلي روفان بذهول، وفجأة أغمي عليها. وضعت يدي على صدري وقلت بتمثيل:
"يبدو أنها ماتت يا حبيبي!"

صرخت روفان وهي تستعيد وعيها، بينما سكبت عليها كوبًا من الماء البارد وقلت:
"استفيقي، يا عروس! لا يمكن أن تنهاري من البداية!"

ردت بصوت مضطرب: "ما الذي تقولينه؟"

ابتسمت بخبث وقلت:
"هل ستتظاهرين بالغباء؟ هل تظنين أنني سأصمت على ما فعلته أنتِ وعادل بي؟ أقسم أنني سأذيقكما المر بيدي."

دخل عادل فجأة وقطع حديثنا، فابتسمت قائلة:
"تعالي يا عروسة، اجلسي معنا، سننزل للبحر قليلًا."

أمسك عادل بيدي وسحبني جانبًا وهو يقول:
"ألا تلاحظين أنكِ تماديتِ كثيرًا؟ اهدئي قليلًا!"

ضحكت وقلت:
"وما الذي فعلته؟"

رد بغضب:
"أنا عريس، ومن المفترض أن تحترمي ذلك وتتركيني أقضي وقتًا خاصًا مع زوجتي!"

قلت بابتسامة ساخرة:
"وما المشكلة؟ اجعل الخصوصية لليل، ليس الآن. هيا، دعنا نأخذ الأولاد للبحر."

نظرت إلى روفان وقلت:
"هل ستأتين معنا يا روفان؟"

لم ترد، فأكملت:
"يبدو أنكِ متعبة. حسنًا، سأترككِ للراحة. هيا بنا، يا عادل، والأولاد!"

خرجت مع عادل والأطفال، تاركة روفان خلفنا.

في الليل:

كانت روفان تقف أمام المرآة ترتدي قميص نوم وتضع عطرًا، عندما دخل عادل الغرفة ونظر إليها بإعجاب قائلاً بصوت خافت:
"أنتِ كالقمر، يا حبيبتي. هيا بسرعة، لقد نجحت أخيرًا في تنويم ناتير والأولاد."

سألته بفضول: "كيف فعلت ذلك؟"

رد مبتسمًا:
"وضعت لهم منومًا في عصير الجوافة."

توجهت مسرعة إلى السرير لتنام، وجلس عادل بجانبها قائلاً:
"أخيرًا! سأقضي معكِ ليلة جميلة."

لكن فجأة، دخلت أنا مع الأولاد، حاملة طبقًا كبيرًا من الفشار، وقلت:
"حضّرت لكم فشارًا! هيا، سنشاهد فيلمًا عن امرأة قتلت زوجها لأنه تزوج عليها!"

ابتلعت ضحكتي وأنا أرى وجه عادل يصفر، فقال بتوتر:
"ألم تنامي؟"

رددت بابتسامة:
"لا، لماذا أنام الآن؟ الليل ما زال طويلًا!"

قال بغضب:
"لكن ألم تشربي عصير الجوافة الذي قدمته لك؟"

أجبته بهدوء:
"لا، سكبت العصير. لم أكن أشعر برغبة في شربه."

قال مندهشًا:
"سكبته؟ لكنكِ تحبين عصير الجوافة!"

رددت بخبث:
"يا عادل، لا تمسك عليّ كل كلمة. هيا، دعنا نشاهد الفيلم."

ابتعدت عنه وجلست بجانب روفان، ثم نظرت إليها وقلت:
"أرجوكِ يا روفان، غطي ذراعيكِ، فالأولاد يشعرون بالخجل."

شدت روفان الغطاء عليها فورًا، فابتسمت وقلت للأطفال:
"تعالوا، يا خديجة وياسين، اجلسوا بجانبي لنشاهد الفيلم."

نظرت إلى عادل وقلت:
"بالله عليك، يا عريس، هل يمكنك تشغيل التلفاز؟"

تنهد عادل بغضب وغادر الغرفة وهو يغلي من داخله. التفت إلى روفان وقلت بابتسامة:
"هل تأكلين فشارًا، يا عروس؟ بما أن الليلة قد دُمرت!"

في اليوم التالي:

جلس عادل أمامي وقال بغضب واضح:
"بصراحة، يا ناتير، ما الذي تريدينه؟ أفسدتِ فرحي، ودمرتِ شهر عسلي، وعكرتِ مزاجي أنا وروفان. ماذا تريدين من كل هذا؟"

ابتسمت وقلت بهدوء:
"أريدك أن تكتب البيت باسمي."

رد بصدمة:
"ماذا؟!"

نظرت إليه وقلت بحزم:
"ما قلته واضح."

وقف غاضبًا وهو يقول:
"هل تريدين أن أضع نفسي تحت أمرك؟ هل ترغبين في أخذ الشقة ورميي في الشارع؟"

ابتسمت بهدوء وقلت:
"ولماذا أرميك في الشارع؟ أنت الآن متزوج ثانية، وستعيش بالتأكيد مع زوجتك في الشقة التي اشتريتها في المهندسين، أليس كذلك؟"

تغير لون وجهه وصمت للحظة، فتابعت كلامي:
"لماذا سكت؟ هل تظن أنني لم أكن أعلم أنك تخطط للزواج مرة أخرى؟ هل تعتقد أنني غافلة عما تفعله؟ أنا أفهمك يا عادل، وأستطيع قراءة أفكارك بسهولة. أما تلك روفان، فقد ظنت أنها ستقهرني بإبلاغي عن زواجكما، لكنها في الحقيقة قهرت نفسها. الشقة من حقي أنا وأطفالي، وأنت يمكنك أن تعيش معها في الشقة الأخرى."

رد بحدة:
"وماذا لو رفضت؟"

قلت بابتسامة ساخرة:
"حينها عليك أن تتحمل وجودي هنا، وسأجعلك تعيش في جحيم أنت وزوجتك الجديدة."

غادرت المكان وتركت عادل غارقًا في أفكاره، ولثلاثة أيام كنت أجعله هو وزوجته يتذوقان المعاناة، حتى استسلم ووقع على الأوراق التي أردتها. أوراق تثبت ملكيتي للشقة. وهكذا، استعدت حقي الأول.

بعدها، غادرت الشاليه وعدت إلى بيتي.

بعد أسبوعين:

وصل عادل وزوجته الجديدة إلى شقتهما، ولكن قبل أن يدخلا، طرق أحدهم الباب.
قال عادل متسائلًا:
"نعم، ماذا تريد؟"

أجابه الرجل:
"هل أنت السيد عادل شريف؟"
"نعم، أنا هو."

ناول الرجل ظرفًا لعادل وقال:
"هذا لك."

فتح عادل الظرف وقرأ محتواه، فتغيرت ملامحه وقال بصدمة:
"إنها دعوى خلع رفعتها ضدي السيدة ناتير رشوان!"

الفصل الأخير:

وقف عادل أمام باب المنزل يصرخ بغضب:
"خلع يا ناتير؟! تريدين خلعي أنا؟!"

كان يضرب الباب بعنف وهو يصرخ:
"افتحي الباب! افتحي يا ناتير! كيف تفعلين بي هذا؟!"

وقفت خلف الباب وقلت بنبرة ساخرة:
"اذهب يا عادل، عد إلى زوجتك بدلًا من أن ترفع عليك قضية خلع أيضًا. بدل أن تكون قضية واحدة، تصبح اثنتين!"

صرخ بغضب:
"افتحي الباب حالًا، وإلا سأكسره فوق رأسك!"

قلت بثبات:
"لن أفتح، افعل ما يحلو لك!"

وبدأ عادل يحاول كسر الباب، فأخذت أطفالي وطلبت منهم الدخول إلى الغرفة وإغلاق الباب عليهم جيدًا، وأوصيتهم بألا يخرجوا مهما حدث.

بعد أن اطمأننت عليهم، كسر عادل الباب ودخل. أمسك بشعري بقوة وهو يصرخ:
"كيف تفعلين بي هذا؟ لماذا تذلينني بهذه الطريقة؟ هل كل هذا انتقام؟! هذا حقي، إنه شرع الله أن أتزوج ثانية، وأنتِ لا يحق لك الاعتراض!"

حاولت دفعه، لكن قوته كانت أكبر. نفسي بدأ يضيق وشعرت أنني على وشك فقدان الوعي. فجأة، سُمع صوت رجال الشرطة يقتربون.

كان ذلك جزءًا من خطتي، فكل شيء سار كما خططت له. تم القبض على عادل بعد أن وثّقت تهديداته لي، ورفعت دعوى خلع. حكمت المحكمة لصالح قضيتي، وحصلت على تعويض مالي كبير مقابل تنازلي عن بعض الحقوق.

حتى زوجته الثانية طلبت الطلاق لاحقًا، وانقلبت حياته رأسًا على عقب. حاول كثيرًا أن يعود إلي، أرسل أقاربه وأقاربي للتوسط، وطلب السماح، لكنه لم ينجح.

بالنسبة لي، لم أعد أثق به مطلقًا. من يكذب مرة سيكذب ألف مرة، ومن يخون ثقتي مرة لن ينالها مجددًا. الآن، أنا أعيش فقط لأجل أطفالي، فهم أهم شيء في حياتي.

أما الحب، فهو ليس كل شيء. ربما في المستقبل أجد من يقدرني حقًا، وإذا لم أجده، فلن أحزن، لأن الحب وحده لا يكفي!