كان هناك رجل يروي لنا قصة عن عائلته التي كانت تعمل في شركة الكهرباء. يذكر الراوي أن عائلته تزوجت عندما كان شابًا، ورغم مرور السنوات، لم يُرزقوا بأطفال. وكان هو أكبر أفراد العائلة، وكان هو من يتحمل مسؤولية إعالة الأسرة.
كان دائمًا يحلم بأن يكون له طفل يحمل اسمه ويعوله في المستقبل. وقد نصحه الجميع بزيارة المصحة لإجراء الفحوصات الطبية، لعلهم يعرفون السبب وراء تأخر الإنجاب. لكن عائلته كانت تمر بظروف مالية صعبة، حتى أنهم بالكاد يستطيعون تدبير لقمة العيش، رغم أن ذلك كان حلمه الكبير.
بعد خمسة وعشرين يومًا من الصبر، بدأت أعراض الحمل تظهر على زوجته، وبعد الفحوصات، أكد الأطباء أنها حامل. كان في غاية السعادة، يحسب الأيام والساعات حتى يأتي الطفل ليحتضنه.
مرت تسعة أشهر، وبدأت زوجته في المخاض. بسبب ضيق الحال، كان عليهم أن يستعينوا بجارهم المتعجرف لنقلها إلى أقرب مصحة، لأنه لم يكن لديهم وسيلة أخرى.
في تلك اللحظة، اتصل الراوي بأسرته ليخبرهم بأن زوجته على وشك الولادة. وأجاب عليه أحد أفراد العائلة بأنه سيحضر في الحال. وبعد ربع ساعة، وصل الخبر المفاجئ، إذ تعرض أحد أفراد العائلة، أحمد، لصعقة كهربائية أدت إلى وفاته. كان الراوي في حالة صدمة، فقد كان يتحدث معه منذ دقائق فقط.
في تلك اللحظة، لم يكن يعرف ماذا يفعل. هل يجب أن يخبر زوجة أحمد بأنها فقدت زوجها بينما هي في المخاض؟ فاستشار والده الذي نصحه بعدم إخبارها حتى لا تتعرض لصدمات قد تؤثر على حياتها وحياة الجنين. قال له: "افعل ما يجب لتفادي الفوضى، واحرص على أن لا تعرف زوجته الخبر الآن."
قرر الراوي أن يخفِي الحقيقة في البداية. ذهب إلى المستشفى، وغسل الجثمان، وكفّنه، ثم وضعه في مكان بعيد عن المنزل لتجنب الفوضى. بينما كان ينتظر في الكنيسة، تلقى اتصالاً من والده ليخبره بأن زوجته قد أنجبت طفلًا، وأن حلم أحمد قد تحقق.
عاد الراوي إلى المنزل ليخبر الجميع بأن أحمد أصبح أبًا. وعندما سألته زوجته عن زوجها، لم تعلم بحقيقة الأمر. فبادر الراوي بالقول: "لقد أنجبت ولدًا، حافظي على إيمانك بالله."
لكن لم تتحمل الزوجة الخبر الصادم، ففقدت الوعي وانهارت. انتشر الارتباك في المنزل، وطلب منها والد الراوي أن تقبل الحقيقة. بعدها، تم دفن أحمد، وترك الطفل يتيمًا، ليواجه الحياة دون والده الذي طالما حلم به.